أقامت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية “أيوفي” وبشراكة مع البنك المركزي الجيبوتي والأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية حفلاً نوعياً في جمهورية جيبوتي برعاية كريمة وبحضور فخامة رئيس الجمهوية السيد إسماعيل عمر جيلة، ودولة رئيس الوزراء أ. عبدالقادر محمد كامل، ومعالي محافظ البنك المركزي أ. أحمد عثمان، وجمعٍ من أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة السفراء وممثلي السلك الديبلوماسي وجمع من العلماء والخبراء ووسائل الإعلام، وذلك للاحتفال بتدشين الترجمة الفرنسية للمعايير الشرعية لأيوفي.
وكان من أبرز ما تضمنه الاحتفال كلمة فخامة الرئيس التي رحب فيها بأيوفي وممثليها، كما أثنى على معاييرها وأنشطتها وأثرها في خدمة المالية الإسلامية على مستوى العالم. كما تضمنت كلمة معالي محافظ البنك المركزي الجيبوتي بيان اهتمام جيبوتي بالمالية الإسلامية وتدعيمها في جيبوتي لما لها من أثر إيجابي في دعم الاقتصاد وتطويره، كما بيَّن جملة من الخطوات التي تمت في هذا السياق، ومنها: تأسيس الهيئة الشرعية المركزية في جيبوتي بقرار جمهوري في نهاية عام 2015م، وبدء عملها فعليا في نهاية 2016م، بالإضافة إلى وجود ثلاثة بنوك إسلامية فاعلة في جيبوتي، وغير ذلك من الخطوات، وقد أثنى على الخطوة الإيجابية المهمة التي اتخذتها أيوفي في ترجمة معاييرها إلى اللغة الفرنسية؛ حيث ستساعد هذه الترجمة دولاً كثيرة ليس في أوروبا فقط، وإنما في أجزاء كبيرة من إفريقيا وغيرها في مزيد انتفاع من معايير أيوفي الدولية.
وفي كلمة للأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية قدمها سعادة د. يزن العطيات (مدير الأكاديمية) أشار إلى أن هذا الاحتفال المهم بالترجمة الفرنسية لمعايير أيوفي يأتي في سياق التعاون بين أيوفي والأكاديمية، وهو يتزامن مع تدشين فرع الأكاديمية في جيبوتي، والذي يضع على رأس أولوياته تكوين وتدريب الموارد البشرية المتخصصة في المصرفية والمالية الإسلامية، والتي سيكون جزء منها من خلال تقديم فرع الأكاديمية في جيبوتي لشهادات أيوفي المهنية والتعريف بمعاييرها.
وقد ترأس وفد أيوفي في الحفل معالي الشيخ أ.د. السيد محمد بن عبدالرزاق الطبطبائي (عضو مجلس أمناء أيوفي، ورئيس اللجنة الاستشارية للعمل على استكمال تطبيق الشريعة في الديوان الأميري الكويتي)، وقد تضمنت كلمة معاليه الثناء على جيبوتي وما تشهده من تطوُّرٍ كبير في جميع المجالات، ومن أهمها النمو الاقتصادي الملحوظ، وبالأخص من خلال دعم المالية الإسلامية وتطويرها، كما أشاد بدعم فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيلة للمالية الإسلامية، والذي تأتي إحدى تجلياته في حضور فخامته لحفل أيوفي.
كما أشار أمين عام أيوفي د. حامد بن حسن ميرة في كلمته إلى أن أيوفي في نوفمبر 2015م قد أطلقت مشروع ترجمة المعايير الشرعية إلى اللغة الفرنسية، وها نحن اليوم هنا في جيبوتي نحتفل بتدشينها وإهداء النسخة الأولى منها إلى فخامة الرئيس الجيبوتي، كما أشار إلى أن الترجمة الفرنسية تكتسب أهميتها من جوانب متعددة، منها، أن الفرنسية هي لغة رسمية ومعتمدة في 29 دولة حول العالم، ويتحدثها ما يزيد عن 274 مليون شخص، كما إنها لغة المال والأعمال في مجموعة من الدول التي تشهد نشاطاً بالغاً واهتماماً كبيراً بالمالية الإسلامية في شمال وغرب إفريقيا فضلاً عن بعض الدول الأوروبية.
وبهذه المناسبة صرَّح رئيس مجلس أمناء أيوفي معالي الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة: باسمي واسم مجلس أمناء أيوفي وجميع العاملين فيها أتوجه بالشكر إلى فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيلة على تكرمه برعاية حفل تدشين الترجمة الفرنسية لمعايير أيوفي الشرعية في جيبوتي، والتي تمت وفق أعلى وأرقى المواصفات الفنية من خلال مشروع كبير شارك في تنفيذه أكثر من 22 خبيراً في 450 يوماً بعد أن بذلت فيه أكثر من 1450 ساعة عمل، وما يزيد عن 145 أجتماعاً لتخدم الملايين من متحدثي الفرنسية حول العالم المهتمين بالصناعة المالية الإسلامية من المسلمين وغيرهم، تجسيداً لقول الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
من جهة أخرى فقد شهدت هذه الزيارة توقيعاً احتفاليا بانضمام بنك جيبوتي المركزي إلى عضوية أيوفي مع نخبة من أكثر من 21 بنكا مركزياً وسلطة رقابية وإشرافية، كما تم تتنفيذ الاحتفال بانضمام بنك سلام الإفريقي إلى عضوية أيوفي.