(في يمين الصورة معالي أ. محمد علي أكبين رئيس مجلس إدارة هيئة الرقابة والإشراف البنكي BRSA، وفي يسار الصورة د. حامد بن حسن ميرة أمين عام “أيوفي”)
نظراً للموقع المهم لجمهورية تركيا في خارطة الصناعة المالية الإسلامية العالمية، والأدوار المهمة التي تقدمها في هذا المجال على المستوى الرسمي والشعبي، والنمو المضطرد في هذا السياق على مستوى الأصول وعدد المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية وما يتوازى مع ذلك من تطور على الصعيد التشريعي والتنظيمي؛ فقد حرصت أيوفي على أداء رسالتها باعتبارها المنظمة الدولية المهنية الأولى في الصناعة المالية الإسلامية من جهة المبادرة بتعزيز العلاقات المهنية والفنية والعلمية مع هذا البلد المهم، وذلك من خلال تنفيذ زيارة عمل شملت عدداً من الجهات التشريعية والرقابية على القطاع المالي والمصرفي ومجموعة من المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية والجهات المهنية والأكاديمية.
حيث تمت زيارة “هيئة الرقابة والإشراف البنكي“ BRSAأو BDDK في مقرها، وعقدِ اجتماعٍ مطوَّل مع معالي رئيس مجلس إدارتها معالي أ. محمد علي أكبين وبعض قيادات الهيئة، تم خلاله مناقشة مجموعة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وآليات زيادة تفعيل دور أيوفي لخدمة الصناعة المالية الإسلامية في تركيا، والدور الريادي لمعايير أيوفي في خدمة الصناعة المالية الإسلامية وتعزيز مستوى التواؤم في منتجاتها وعقودها على مستوى العالم؛ وعليه فقد تم التوافق على تعزيز التعاون المهني والفني بين أيوفي وبين BRSA، ويأتي من أبرز نتائجها موافقة مجلس إدارتها على الانضمام إلى عضوية أيوفي جنباً إلى جنب مع عدد من أهم المصارف المركزية والجهات الرقابية والإشرافية على المصارف والأسواق المالية والتأمين والتمويل في مجموعة من الدول حول العالم.
كما أجرى وفد أيوفي اجتماعاً مع معالي محافظ البنك المركزي التركي وبعض القيادات فيه، تم خلاله استعراض تطور الصناعة المالية الإسلامية في تركيا، كما تم إبراز أهم مناشط أيوفي وأعمالها الفنية والمهنية.
من جهة أخرى فقد عقدت أيوفي اجتماعاً مع الرئيس التنفيذي وكبار المسؤولين في جمعية البنوك التشاركية التركية TKBB في مقرها الرئيس، تم خلاله المناقشة وتبادل وجهات النظر حول مجموعة من القضايا، من أبرزها ترجمة معايير أيوفي إلى اللغة التركية، وتعزيز أوجه التعاون في تدريب الكفاءات التركية في المالية التشاركية وبالأخص ما يتعلق بشهادتي أيوفي المهنيتين (المراقب والدقق الشرعي) و(المحاسب الإسلامي المعتمد).
(في منتصف الصورة سعادة أ. عثمان أكيوز الرئيس التنفيذي لجمعية البنوك التشاركية التركية TKBB وعلى يمينه د. حامد ميرة أمين عام أيوفي ومجموعة من قيادات الجمعية)
كما أجرت أيوفي مجموعة من الزيارات لعدد من المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية في مقارها الرئيسة، والتي تَشرُف أيوفي بعضويةِ عددٍ منها -مثل بنك البركة تركيا، وبيت التمويل التركي الكويتي-، والتمتع بعلاقات مهنية متميزة معها منذ تأسيس أيوفي. كما انضم رسمياً (مصرف زراعات) –أحد أهم المصارف التركية- إلى نخبة البنوك والمؤسسات الأعضاء في أيوفي الذين يتوزعون على خارطة العالم في قرابة 45 بلداً.
وامتداداً لمنهجية أيوفي في العناية الفائقة بالعلاقة مع الجامعات والجهات الأكاديمية والبحثية فقد لبت أيوفي الدعوة من خلال مشاركة أمينها العام بورقة علمية في منتدى أُقِيم في إحدى أعرق الجامعات التركية (جامعة البوسفور Boğaziçi University) والذي نظَّمته عدة جهات بالتعاون مع الجامعة من أبرزها المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية والبنك الدولي وشركة ديلويت، وقد حضرها عدد من الخبراء والمهنيين من داخل تركيا وخارجها بالإضافة إلى بعض أساتذة الجامعة وطلابها، كما أجرت أيوفي زيارة إلى مقر أحد مراكز الاختبارات المعتمدة لشهادات أيوفي المهنية في تركيا (مركز إصفا ISFA)، واطلعت على نشاطهم في التدريب والاستشارات في المالية الإسلامية في تركيا.
كما ختمت أيوفي فعاليات رحلة العمل هذه بزيارة مقر مركز التمويل الإسلامي في إسطنبول التابع للبنك الدولي، والاطلاع على أنشطتهم وأعمالهم، ومناقشة تعزيز العلاقة المهنية المتميزة التي تجمع أيوفي والبنك الدولي منذ قرابة العقدين من الزمن، والتي تتجلى في مناشط عدة، من أبرزها المؤتمر السنوي المشترك الذي ستنعقد نسخته الحادية عشرة في البحرين خلال شهر نوفمبر من هذا العام بمشيئة الله.
تأتي هذه الزيارات ضمن خطة أيوفي لتعزيز التواصل مع جميع الأطراف الفاعلة في الصناعة المالية حول العالم، لتوثيق العلاقة المهنية، وإعطاء نبذة عن أبرز مستجدات أيوفي وأنشطتها وأعمالها وإهداء نسخة لكل مؤسسة عضو في أيوفي من آخر طبعة من جميع معاييرها باللغتين العربية والإنجليزية ودراسات المعايير. وقد لقيت هذه الزيارة ترحيباً بالغاً وحفاوة من جميع هذه الجهات، ودعوة للاستمرار في تعزيز التواصل المهني وإطلاعهم بشكل دائم على أعمال أيوفي وأنشطتها وأبرز مستجداتها.