عقدت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (أيوفي) جلستي استماع لمناقشة مسودة المعيار الشرعي (57) حول: (الذهب وضوابط التعامل به) وذلك يوم الاثنين 23 محرم 1438هـ يوافقه 24 أكتوبر 2016م في مدينة مسقط بسلطنة عمان بشراكة واستضافة من كلية الدراسات المصرفية والمالية التابعة للبنك المركزي العماني، كما عُقِدت الجلسة الثانية يوم الثلاثاء 24 محرم 1438هـ يوافقه 25 أكتوبر 2016م بشراكة مع بنك السودان المركزي، وذلك في مقر البنك في الخرطوم. وقد شهدت الجلستان نقاشاً ثرياً شارك فيه نخبة من الفقهاء وأعضاء الهيئات الشرعية وخبراء وقيادات في البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية واقتصاديون وغيرهم من المهنيين والمراقبين الشرعيين والمحامين، وبعض خبراء الجهات الرقابية والإشرافية. حيث تمت مناقشة بنود المعيار تفصيلاً، وقدم المشاركون مقترحاتهم القيمة عليه، والتي ستقوم الأمانة العامة بعرضها على المجلس الشرعي الموقَّر للنظر فيها وتعديل مسودة المعيار بناء عليها.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعيار هو أول معيارٍ شرعيٍّ مفصَّلٍ لأحكام الذهب والمنتجات المالية القائمة على الذهب، وقد تم إعداده بتعاون بين أيوفي ومجلس الذهب العالمي، وسيكون لهذا المعيار أثر إيجابي كبير في الإجابة عن كثير من الاستفسارات وتغطية كثير من التطبيقات المعاصرة والمستجدات الفقهية بالغة الأهمية حول استخدام الذهب في المعاملات المالية والاستثمارية للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية والأطراف المعنية الأخرى، كما يهدف هذا المعيار إلى تعزيز عنصر الشفافية والتجانس لاستخدام الذهب في شتى الأسواق ولمختلف الممارسات.
والجدير بالذكر أن من أهم أعمال أيوفي إصدار المعايير الشرعية الضابطة للصناعة المالية الإسلامية، والتي تحظى باعتماد وقبول دولي. ويمر إصدار هذه المعايير بمراحل فنية متعددة تصل إلى ثلاث عشرة مرحلة منذ تكليف الباحث بالدارسة إلى إصدار المعيار في شكله النهائي وطباعته. ومن أهم هذه المراحل جلسة الاستماع التي تعقد للأخذ بآراء الفقهاء والمختصين العاملين في الصناعة المالية الإسلامية.
وفي هذا السياق تقدم الأمين العام لأيوفي د. حامد بن حسن ميرة بالشكر للمشاركين على إضافاتهم القيمة وحوارهم الثري، كما توجه بالشكر إلى كلية الدراسات المصرفية والمالية بمسقط وبنك السودان المركزي على استضافتهم ورعايتهم الكريمة لهاتين الجلستين، وأضاف: “تُعَدُّ جلسات الاستماع هذه التي تُعقَد في أماكن مختلفة من العالم إحدى أبرز صور التفاعل والدعم الكبير التي تحظى به أيوفي من جميع الأطراف الفاعلة في الصناعة من بنوك مركزية وجهات رقابية وإشرافية، ومؤسسات مالية إسلامية وجهات الفتوى وعموم العلماء والخبراء والمهنيين”.