عقدت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (أيوفي) بالتعاون مع معهد البحوث والتدريب الإسلامي (المملكة العربية السعودية)، وكلية الدراسات المصرفية والمالية (سلطنة عمان)، وجامعة منهاج (باكستان) منتدى الصناعة المالية الإسلامية عبر الإنترنت، وذلك يوم الأربعاء الموافق 13 مايو 2020م. وقد تضمن المنتدى خطابين رئيسيين، وثلاث جلسات حوارية مع نخبة من القادة والخبراء في الصناعة المالية الإسلامية من مختلف أنحاء العالم، وسط حضور فاق 1200 مشارك عبر خاصية الاتصال المرئي من أكثر من 40 دولة حول العالم، ومشاهدة الآلاف للبث المرئي المباشر عبر عدد من المواقع الالكترونية.
افتتح رئيس المجلس الشرعي بأيوفي، صاحب الفضيلة الشيخ محمد تقي العثماني المنتدى بإلقاء كلمة سلطت الضوء على أهمية النظام المصرفي الخالي من الربا، وشدد على ضرورة تكاتف المؤسسات المالية الإسلامية وعدم انجرافها إلى منافسة نظيراتها التقليدية، في ظل التحديات الكبيرة التي يشهدها العالم.
وقد أكد رئيس مجلس الأمناء، معالي الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة على ضرورة أخذ الصناعة المالية الإسلامية زمام المبادرة إبراز قيم الالتزام بمبادئ المالية الإسلامية ومدى تأثير ذلك في الحد من التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا (كوفيد-??). ونوّه لضرورة مراعاة المؤسسات المالية الإسلامية للعملاء وأصحاب المصالح بما يتماشى مع ضوابط الشريعة الإسلامية، كما سلط الضوء على أهمية إنشاء صندوق مشترك للحد من الانعكاسات الاقتصادية لهذا الوباء.
وشدد الأمين العام لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (أيوفي)، السيد عمر مصطفى أنصاري على أهمية إبراز قيم وأخلاقيات المالية الإسلامية في هذه الظروف الصعبة، لتعزيز ثقة أصحاب المصالح في الصناعة المالية الإسلامية، مشدداً في الوقت نفسه على الدور المهم الذي تؤديه أيوفي في هذه الظروف الإستثنائية من خلال تقديم عرض موجز عن خطة العمل التي تتبعها لهذا الغرض. وعلى هامش المنتدى، وقعت أيوفي مذكرة تفاهم مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لإطلاق مجموعة من الأفكار الجديدة والحلول المستدامة لإعادة إدماج اللاجئين في المجتمعات الإسلامية. وقد ومثل المفوضية الأستاذ خالد خليفة، الممثل الإقليمي لمفوضية اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي.
وقد أكد المتحدثون على أن الأفكار يتعاظم تأثيرها مع اتساع نطاقها، مما يدل على ضرورة التركيز والاهتمام بفكرة المالية الإسلامية لما ستحققه من نتائج تتجاوز التوقعات. وقد أجمعوا على أن الصناعة المالية الإسلامية يجب أن تبرز قيمتها ومكانتها وخاصة في جوانب المرونة والاستقراروالشمول المالي والتمويل الجماعي الذي يلبي متطلبات شريحة واسعة في مختلف أنحاء العالم. وتقدم المتحدثون بفكرة إصدار صكوك وقفية ذات دوافع اجتماعية على المدى الطويل؛ داعين إلى تكاتف الجهود نحو تحسين الإيرادات المتحققة منها.
ومن جانب آخر، أكد عدد من قيادي الصيرفة الإسلامية في المنتدى استجابتهم لجائحة كورونا من خلال اتباع نهج متوازن يُراعي جميع أصحاب المصالح من المساهمين وغيرهم، وشددوا على ضرورة حماية الطرف الأضعف في المعادلة، أي الفقراء، وهذا يشكل أحد أبرز الأدوار التي تؤديها المصارف الإسلامية خلال هذه الأوقات الإستثنائية. كما أكدوا على أهمية إظهار الجوهر الحقيقي للمالية الإسلامية من خلال مبدأ تشارك المخاطر الذي يمكن تحقيقه بالاستفادة من إمكانيات التكنولوجيا المالية.
وقدم نائب رئيس مجلس محافظي جامعة منهاج، الدكتور حسين محي الدين قادري، شرحًا شاملًا حول التمويل القائم على القرض، بالإضافة إلى مناقشة الدور المحوري للأخلاقيات وخاصةً في ظل هذه الأزمة العالمية.
وقد صرّح رئيس قسم التمويل الإسلامي بكلية الدراسات المصرفية والمالية، السيد مغيث شوكت: “إن هذا المنتدى يمثل حدثًا مثاليًا لإبراز جوهر التمويل الإسلامي من خلال مبدأ تشارك المخاطر، والتمويل الجماعي، والتكنولوجيا المالية”.
وأكد المنتدى على إمكانية استثمار أموال الزكاة في أنشطة التمويل الجماعي مع مراعاة بعض القيود، وأنه لا سبيل للقضاء على الفقر من خلال تعزيز الأعمال التجارية فقط، بل عن طريق إرساء قيم التراحم والتضامن والتكاتف بين فئات المجتمع. كما سلط الضوء على الجوانب المضيئة من التاريخ الإسلامي بما يتعلق بدور الأوقاف في النهوض بالمجتمعات الإسلامية من خلال المساهمة في إنشاء المرافق العامة التي تخدم أفراد المجتمع، وأشاد المنتدى بدور الصناعة المالية الإسلامية البارز في إحياء الإرث التاريخي للوقف.
واستجابة لمبدأ دور الأزمات الاقتصادية في تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار، فقد أكد المنتدى على أهمية التمويل الجماعي عبر التكنولوجيا المالية، وخلص إلى أن دور التمويل الإسلامي سيزداد وضوحًا مع استقرار منحنى التكنولوجيا المالية.
وفي الختام توجه الأمين العام بالشكر الجزيل لجميع المشاركين في هذا المنتدى، وأعرب عن خالص شكره وتقديره للجهات الداعمة والمؤازرة، وأضاف: “إن مهمة أيوفي تتجاوز تطوير المعايير للمؤسسات المالية الإسلامية، وذلك حرصت في إطار برامج التوعية والدعم التي تقدمها للصناعة على إقامة هذا المنتدى للصناعة المالية الإسلامية، وذلك في سبيل إيجاد الفرص الملائمة لابتكار الطرق والوسائل الهادفة للحد من تداعيات الأزمات المحتملة، ومثالها أزمة كورونا (كوفيد-??) الحالية”.