ترجمةً لواجب هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية “أيوفي” ومسؤوليتها كأول منظمة دولية مهنية غير ربحية مستقلة مصدِرة لمعايير الصناعة المالية الإسلامية في خدمة الصناعة على مستوى العالم، فقد نفذت أيوفي زيارة رسمية إلى جمهورية قرغيزيا شملت عدة فعاليات كان أهمها إقامة أيوفي *وبشراكة واستضافة من البنك المركزي في مقره الرئيس في العاصمة #بشكيك، وبرعاية وحضور معالي محافظ البنك المركزي السيد تولكونبيك أبديقولونوف حفلاً لتدشين الترجمة الروسية من المعايير الشرعية لأيوفي حضره جمع من قيادات البنك المركزي والجهات الحكومية ذات العلاقة بالإضافة إلى ممثلي البنوك والمؤسسات المالية والخبراء من شركات المحاسبة والمراجعة وغيرها، وقد تضمن الحفل كلمة افتتاحية لمعالي محافظ البنك المركزي أشاد فيها بأيوفي ومعاييرها وأنشطتها ودورها في خدمة الصناعة المالية الإسلامية على مستوى العالم. كما بين معاليه اهتمام قرغيزيا بالمالية الإسلامية وتدعيمها محلياً لما لها من أثر إيجابي في دعم الاقتصاد وتطويره، كما بيَّن جملة من الخطوات التي تمت في هذا السياق، ومنها: تأسيس إدارة مختصة بالمالية الإسلامية في البنك المركزي، بالإضافة إلى إصدار والإعداد لجملة من اللوائح والتنظيمات ذات العلاقة، ودراسة التجارب الدولية ذات العلاقة لمواءمة ما يتناسب منها مع الواقع المحلي، كما تمت الإشارة إلى وجود نافذة إسلامية لأحد البنوك التقليدية تعمل منذ عدة سنوات في قرغيزيا في ظل توجيهات هيئة شرعية تضم عدة علماء من داخل قرغيزيا وخارجها، بالإضافة إلى دراسة منح تراخيص جديدة، وغير ذلك من الخطوات. وقد أثنى معاليه على الخطوة الإيجابية المهمة التي اتخذتها أيوفي في ترجمة معاييرها إلى اللغة الروسية؛ حيث ستساعد هذه الترجمة دولاً كثيرة في آسيا الوسطى إلى مزيد انتفاع من معايير أيوفي.
وقد تضمن الحفل تدشين الترجمة الروسية لمعايير أيوفي الشرعية رسميا في جمهورية قرغيزيا كما تم إهداء نسخة منها إلى معالي المحافظ.
كما عقد وفد أيوفي ورشة عمل مطولة مع مجموعة من قيادات البنك المركزي تم خلالها مناقشة التطورات التشريعية والتنظيمية التي اتخذها البنك المركزي القرغيزي في تهيئة البيئة الملائمة لتطور الصناعة المالية الإسلامية، كما قدم وفد أيوفي تصوُّراً حول بعض آفاق الإطار المتكامل للحوكمة الشرعية في الصناعة المالية الإسلامية وأهم مستجداته حول العالم، بالإضافة إلى مناقشة أولويات هذه الإطار في منطقة آسيا الوسطى عموماً وقرغيزيا خصوصاً، وبعض المقترحات لمواءمة ذلك مع البيئة التشريعية والتنظيمية المحلية.
وبهذه المناسبة صرَّح رئيس مجلس أمناء أيوفي معالي الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة: يأتي تنفيذ هذه الزيارة إلى قرغيزيا ترجمة للدور العالمي والواجب الذي تستشعره أيوفي تجاه الصناعة المالية الإسلامية في جميع أنحاء العالم، والذي يجد كل التفاعل والترحاب بفضل من الله سبحانه، ثم بفضل العلماء والمشايخ أعضاء المجلس الشرعي واللجان التابعة له اللذين يبذلون جهوداً كبيرة واستثنائية لإعداد المعايير الشرعية وإحكامها؛ حتى أصبحت المرجعية الشرعية للصناعة على مستوى العالم.