راقبت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (أيوفي) الوضع الاقتصادي الحالي عن كثب وأدركت أن المؤسسات المالية الإسلامية قد تحتاج توجيهات متعلقة بالتحديات المحاسبية و إعداد التقارير لمعاملاتها المالية.
تختلف المؤسسات المالية الإسلامية عن المؤسسات المالية التقليدية في العديد من الجوانب. لدى المؤسسات المالية الإسلامية العديد من أصحاب المصالح الذين يشاركون المؤسسة في الربح أو الخسارة. وجميع معاملاتها ناتجة عن تجارة، تأجير الموجودات أو المشاركة. طبيعة المعاملات المالية الإسلامية مخالفة لنظيرتها التقليدية والمعالجة المحاسبية ممكن أن يحدث فيها التباس في الظروف المعقدة والغير الاعتيادية. من المهم أن يتم تقييم حقيقية التعاملات المالية الإسلامية وتطبيق المعالجة المحاسبية وفقاً لذلك.
مجلس المحاسبة التابع لأيوفي مدرك لهذه المسائل وقد شكل لجنة مهمتها رصد وتقديم ارشادات فيما يتعلق بتطبيق معايير أيوفي المحاسبية فور ظهور الآثار المالية للجائحة.
بعد اجراء المناقشات اللازمة، أصدر المجلس المحاسبي التابع لأيوفي بياناً ” للآثار والتبعات المحاسبية المترتبة على وباء كورونا” لتقديم توضيحات وتفسيرات فيما يتعلق بالمعالجة المحاسبية وفقاً لمعايير المحاسبة المالية الصادرة عن أيوفي.
اشتملت المداولات اللازمة على اجتماعات متعددة للجنة العمل، والتشاور مع العديد من أصحاب المصالح الرئيسيين (المؤسسات المالية الرائدة وشركات التدقيق والهيئات التنظيمية) كتابيًا ومن خلال ورشة العمل وأيضاً تمت مناقشة هذا البيان ومراجعته من قبل اللجنة الشرعية التابعة لأيوفي لمراجعة المعايير المحاسبية والحوكمة لضمان امتثاله مع أحكام الشريعة. وتقدر أيوفي دعم خبراء الصناعة المالية وجميع الحضور على مشاركتهم وتقديم تعليقاتهم في هذه الجلسات.
وعلق الأستاذ حمد العقاب رئيس المجلس المحاسبي لأيوفي على إصدار البيان قائلاً ” إن المجلس المحاسبي على ثقة بأن معايير المحاسبة المالية (FASs) تتسم بالقوة والمرونة الكافية لمواجهة التحديات والصعوبات المفروضة بسبب الوضع الحالي. ومع ذلك، من المهم جداً أن تقدم المؤسسات المالية الإسلامية المعلومات المالية بأمانة لجميع أصحاب المصالح وتوفر الثقة للصناعة المالية في مختلف دول العالم. وأضاف قائلاً ” إن نطاق هذا البيان هو تقديم توضيحات وتفسيرات فقط لمعايير المحاسبة المالية لأيوفي والإطار الفكري فيما يتعلق ببعض المسائل الهامة التي حددتها لجنة العمل كنتيجة مباشرة لوباء كورونا (COVID-19).
وبهذه المناسبة أكد الأمين العام لأيوفي الإستاذ عمر مصطفى أنصاري، إن وباء كورونا (COVID-19) له تأثير واسع النطاق على كل جانب من جوانب النظام المالي العالمي. يجب على المؤسسات المالية الإسلامية الانتباه إلى ظروفها الفريدة ومميزاتها وخصائصها والمخاطر المعرضة لها والنظر في تأثير تفشي الوباء على ممارسات إعداد التقارير المالية والافصاح عن البيانات المالية ذات الصلة. وأكد أن الهدف من اصدار هذا البيان هو توجيه المؤسسات المالية الإسلامية في هذه العملية ومعالجة القضايا الفريدة بالنسبة للمؤسسات المالية الإسلامية.
للإطلاع على البيان يرجى الضغط هنا